ـ(19)ـ "إني أنصحك وأمثالك الكثيرين وأذكركم بايلي: إن كتب فقهاء الإسلام العظام مملوءة باختلاف وجهات النظر، وكل منهم له رأي في المجالات العسكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والعبادية. ففي بعض المسائل هناك إجماع للفقهاء ـ وحتى في المسائل التي فيها إجماع ـ هناك قول أو أقوال تخالف الإجماع. وفي الماضي فإن هذه الاختلافات والتي كتبت باللغة العربية ممّا جعل إطلاع أكثر الناس عليها قليلاً، والذي يعلم بها فإنه لا يتابع إلاّ المسائل التي تهمه. والآن هل نستطيع أن نتصور بأن هؤلاء الفقهاء عندما اختلفت وجهات نظرهم، كانوا يعملون خلافاً لما يريد الله سبحانه وتعالى، وخلافاً للدين الإسلامي وللحق؟ أبداً ! واليوم، والحمد لله، فإن كلام الفقهاء وأصحاب النظر يُبثّ في الراديو والتلفزيون، أو يكتب في الصحف، لأن الناس يحتاجون إليه في حياتهم العملية. مثلا، في مسألة تحديد الملكية وفي تقسيم الأراضي، وفي الثروات العامة والأنفال، وفي المسائل المعقدة للأموال والعملة الصعبة في البنوك، وفي الأمور المالية والتجارة الداخلية والخارجية والمزارعة والمضاربة والأجرة والرهن وإقامة الحدود والديات، والقوانين المدنية والمسائل الثقافية والمسائل الفنية، أمثال الرسم والتصوير والنحت والموسيقى والسينما والمسرح والخط وغيره، وفي حفظ الطبيعة سالمة من التلوث ومنع قطع الأشجار، حتى الموجودة في البيوت والممتلكات الخاصة، وفي مسائل الأطعمة والألبسة والأشربة، وفي مسألة تحديد النسل في حالات الضرورة، أو تعيين فواصل بين وليد وآخر؛ وفي حل المشاكل الطبية أمثال زرع أعضاء جسم إنسان لإنسان آخر، وفي مسالة المعادن داخل طبقات الأرض وفوقها، وفي تغير موضوعات الحلال والحرام، وتوسيع وتضييق دائرة بعض الأحكام في الأزمنة والأمكنة المختلفة،