ـ(174)ـ الإسلامية. ليس من ينظر إلى جُلباب عمر كمن ينظر إلى لباب عمر. وإذا كان الفقه القديم لا يجوز القفز من فوقه فهل هذا يعنى نهاية المطاف في الفقه؟ التعبير القرآني فيه مرونة، وهذا ما أشار إليه الإمام علي عليه السلام عندما قام ابن عباس وجادل الخوارج أن لا يكون التحاج بالقرآن فإن القرآن حمال أوجه.." ففي الصياغة القرآنية مرونة لكي تبقى وتكون ممتدة مع الزمن. يستقبلها العبقري ويغوص فيها، ويصل إليها العامي ويستقر عند حدودها الأولى. فكلمة(لا ريب فيه) تسع القارئ للقرآن وهو صغير، وتسعه حين يصير كبيراً ?... وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا?(سورة النساء: 82). والسؤال: إذا كان فهم القرون الأولى للقرآن هو الأصل الذي لا يجوز القفز من فوقه فهل هذا يعني أنه نهاية المطاف الذي لم يدع استزادة لمستزيد في مجال المعاملات، وامتداد الحضارات، وطوارئ المشكلات والمستجدات... التي تعبد طريق الوحدة؟ النبي صلّى الله عليه وآله وسلم حسم هذه القضية عندما قال: "فرب حامل فقه إلى من هو افقه منه". وهو الذي قال: "بلغوا عني". وهو الذي قال: "فربّ مبلغ، أوعى من سامع". والقرآن الكريم يقول؟ "ثلة من الأولين وقليل من الآخرين". ويقول "ثلة من الأولين وثلة من الآخرين". وهذا يعني أن العصور الممتدة التي جاءت بعد القرن الأول، قرن صاحب الرسالة ومن معه، فيها من غير شك عمالقة في فهمهم، لا يقلون عن العصر الأول.