ـ(172)ـ القاهرة، حين قصدها سنة 199 للهجرة. ومحمد بن الحسن بن فرقد، ناشر علم أبي حنيفة، لـه مذهب في بغداد ومذهب في مرو. والإمام الخميني لـه مذهبان قبل الثورة وبعدها. إن عدول الفقه عن رأيه الأول ليس سببه تبين وجه الصواب من الخطأ، ولا إلى ظهور دليل كان خافيا، ولكن في كثير من الأحيان إنّما سببه تنقل الفقيه في الأمصار، ووقوفه على تغاير الأحوال والظروف والأعراف في الأمة الواحدة، وكلا رأييه في الفقه صحيح. نحتاج إلى فقه جديد دائما يشمل بأحكامه ما تجيء به الحياة المتجددة المتغيرة المتبدلة من حوادث ووقائع ومستجدات، والإسلام فقه المرونة حيث يعطي العلاج والدواء المناسب، وان تغير الزمان والمكان والإنسان والحوادث والوقائع والمستجدات لا تتناهى والإسلام لأمتناه. الثابت من الأحكام ثابت، وأن تغير الزمان والمكان. والمتطور من الأحكام متطور بتغير الزمان والمكان، لأن الإسلام جاء لتحقيق مصالح العباد التي تتجدد، وهذا التغير مرتبط بالعامل المؤثر، وقد يكون العامل المؤثر ظرفا معنويا أو ماديا أو خاصا أو عاماً. وهذا يدل على أن الإسلام فقه فقه الطوارئ وفقه الضرورة وفقه استيعاب المستجدات وفقه مصالح العباد، بل هو فقه العافية للأُمة والذي يستوعب الجديد ويحافظ على القديم. التراث الفقهي مفتاح لإخصاب الرؤية القرآنية نحو الوحدة؟ إن الوقوف عند التراث الفقهي والاقتصار عليه، واعتباره المساحة التي يجب التحرك ضمنها إنّما يشكل عائقا بين المسلمين وبين الأخذ من النص الأصل، إلا وهو القرآن الكريم وفي الوقت نفسه يصبح عائقا في طريق الوحدة.