ـ(171)ـ الفقه؟ الفقه: يعني الفهم، نقول: فقه الرجل: فهم ونقول: فلان لا يفقه: لا يفهم. ونقول: فاقهه: باحثه في العلم. وعلى هذا فالفقه: يعني العلم بالشيء ـ أي شيء ـ وكل عالم بشيء فهو فقيه. والفقه: يعني أيضاً التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد، ثم غلب الفقه على العلم بالشريعة، وقال علماء اللغة: الفقه مشتق من الفتح والشق؟ وعلينا إذا أردنا أن نفقه الشيء أن نشقه ونفتحه لنعلم ما في ذاته ونفقه ما في داخله، ولئن كان الفقه يعني الشق والفتح، ونحن لا نشق الشيء ولا نفتحه، فكيف نفقهه؟ ونسأل السؤال، لماذا سمي الفقه فقها؟ أليس لأننا نشق ونفتح الشيء المصور؟ لنفقهه ونفهمه ونعرفه المعرفة البشيرة التي تقودنا إلى إسراره وأقداره الكامنة في ذاته والتي توصلنا إلى مقصده وهدفه وروحه. اننا بحاجة إلى فقه الأشياء من الذرات إلى المجرات. اننا بحاجة إلى فقه الإسلام من ألفه إلى يائه. ونحن بمنعرج اللوى، وعسى أن نستبين النصح قبل ضحى الغد:(بذلت لكم نصحي بمنعرج اللوى فلم تستبينوا النصح الأضحى الغد). هل كان فيما مضى من الزمان فقه جديد مما مكن الفقهاء من سلف الأمة أن وجدوا في الإسلام كل ما يحتاجون إليه للنهوض بها من حال إلى حال، مع تغير الزمن وتبدل الحال، لجلب المصالح ودرء المفاسد وحل المشكلات وصلاح أمر الأمة، بحيث لم يبق جديد أو مستجد؟ أما وقف الفقهاء سابقا على مقاصد وغايات وأهداف الإسلام في عصرهم الواحد، ثم وجدوا ما يحدو بهم ان يعدلوا عن أمور أفتوا بها في بعض الأماكن أو الأزمنة ليفتوا بخلافها، في أماكن أخرى وأزمنة أخرى؟ الشافعي رضي الله عنه، كان لـه مذهبان: قديم وجديد، قديم في بغداد وجديد في