ـ(158)ـ آراء الكميت في السياسة والدولة هاشميات الكميت كلها سياسية سواء ما كان منها مدحا لرسول ولآل بيت رسول الله، أو ما كان منها رفضا لنوع من الحكم، أو تأييداً لنوع آخر من الحكم. ولقد مر بنا مدحه لرسول الله وآل بيته وما ينطوي عليه هذا المدح من جانب سياسي يعني ان الحكم يجب ان يستند إلى القرآن والسنة. ونذكر هنا نصوصا أخرى توضح نوع النظام الإسلامي الذي يتوق إليه هذا الرجل الذي قبل عن مبلغ علمه أنه "خطيب بني أسد، وفقيه الشيعة، وحافظ القرآن، وثبت الجنان.. وهو أول من ناظر في التشيع مجاهرا بذلك"(11). وعن مبلغ شعره قال عنه اللغوي الناقد معاذ الهراء. "ذاك أشعر الأولين والآخرين"(12) والفرزدق بعد ان سمع بائيته: طربت وما شوقا إلى البيض أطرب $$$ ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب قال لـه وهو آنئذ صبي: "أنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقى"(13). من هذه الشهادات ومن مكانته الاجتماعية والدينية ـ حيث التقى الأئمة علي بن الحسين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليه السلام وأكرموه ودعوا لـه - نستطيع ان نفهم أكثر أهمية النصوص التي ننقلها عنه(14) في المسألة السياسية الإسلامية. صفات الحاكم الصالح في أشعار الكميت رأى الكميت في أئمة آل البيت مثله الأعلى في الحاكم الصالح. فيصف الإمام الحق: 1ـ بالشجاعة، وبقدرته على اتخاذ الموقف المدافع عن مصالح الأمة دون ان تأخذه في الله لومة لائم، يقول: