ـ(154)ـ رواية: ان لـه أهيل سوء"(6) وإذا كان هذا شأن ابن الزبير فما بالك ببني أمية الذين كانوا يرون في ذكر الرسول صلّى الله عليه وآله دفنا لذكرهم. يروي الزبير بن البكار يقول: "قال المطرف بن المغيرة بن شعبة. دخلت مع أبي على معاوية. فكان أبي يأتيه فيتحدث معه، ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله، ويعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، ورأيته مغتما فانتظرته ساعة وظننت انه لأمر حدث فينا فقلت: مالي أراك مغتما منذ الليلة؟ فقال: يا بني ! جئت من عند اكفر الناس واخبثهم. قلت: وما ذاك؟ قال: قلت لـه وقد خلوت به: أنك قد بلغت سنّاً يا أمير المؤمنين، فلو أظهرت عدلا، وبسطت خيراً فانك قد كبرت، ولو نظرت إلى اخوتك من بني هاشم، فوصلت أرحامهم، فو الله ما عندهم اليوم شيء تخافه، وان ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه، فقال: هيهات هيهات ! أي ذكر أرجو بقاءه! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فما عدا ان هلك حتى هلك ذكره إلا ان يقول قائل: أبو بكر، ثم ملك أخو عدي فاجتهد وشمر عشر سنين، فما عدا ان هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: عمر. وان ابن أبي كبشة ليصاح كل يوم خمس مرات "اشهد ان محمدا رسول الله" فأي عمل يبقى؟ وأي ذكر يدوم بعد هذا لا أبالك؟ والله إلا دفنا دفنا"(7). وهذه الظروف السياسية هي التي جعلت الكميت يمدح النبي صلّى الله عليه وآله مدحا مقرونا بالحديث عمن يؤنبه ويعنفه على هذا المدح يقول: فاعتتب الشق في فؤادي والشعر $$$ إلى من إليه معتتب إلى السراج المنير أحمد لا $$$ يعدلني رغبة، ولا رهب وقيل: أفرطت،بل قصدت ولو $$$ عنفني القائلون، أو ثلبوا إليك يا خير من تضمّنت الأرض $$$ وإن عاب قولي العُيُبُ لج بتفضيلك اللسان، ولو $$$ أكثر فيك الضجاج واللجب