ـ(145)ـ المخالفين وأبطال شر المفرقين أو كشف خططهم وضلالهم !! لاسيما وكثير منهم للأسف الشديد ليست لديهم خطة عمل ولا أمامهم برمجة لخدمة عملية حقيقية للإسلام في هذا العصر وهم بحاجة ماسة للتوعية بما يدور حولهم من هنا وهناك !! فترك بهذا الحال ضبط جهلاء الوعاظ وأئمة المساجد والخطباء والكتاب ومحققو كتب السنة بالأخص وهم البعيدون عن الفقه والأصلين(التوحيد وأصول الفقه) يعيثون بالعامة في مشارق الأرض ومغاربها كما جاء في الحديث الصحيح: "حتى إذا لم يبق علماء اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضّلوا وأضلوا" !!(1). وأن من أكبر الأسباب المؤدية لإزالة هذه الظواهر السيئة وإزالة الفرقة أمران: الأول منهما: هو بث الوعي بين المسلمين وخاصة السعي في توعية السنيين ليدركوا حقيقة الأمر وأن باقي فرق الإسلام كالشيعة والزيدية والأباضية والمعتزلة هم إخوانهم الذين قال الله تعالى عنهم ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?(سورة الحجرات: 10). والثاني: بذلك الجهود المكثفة لإيقاف نشاط الجهة التي تسعى لزيادة عمق الخلاف والتي تسعى لإقناع باقي المسلمين بضرورة وجوب تباعد أهل السنة من باقي الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى وخاصة في المجال الفكري في جميع إنحاء العالم؛ والاسترشاد أو التعاون مع المختصين في تتبع تحركات الجهة المفرقة وما تطرحه كل يوم من أفكار وقضايا ومسائل. ___________________________ 1ـ لفظ الحديث كما في الجامع الصغير للحافظ السيوطي: "إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقيض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" رواه احمد والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم. قال العلامة المناوي في "فيض القدير"(2: 274): (وفي الباب عن أبي إمامة أيضاً وزاد فقال العرابي: يا نبي الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها وعلمناها أبناءنا ونساءنا وخدمنا؟! فرفع رأسه صلّى الله عليه وآله وسلم وهو مغضب فقال "هذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يتعلموا منها فيما جاءهم أنبياؤهم". فأفاد أن بقاء الكتب بعد رفع العلم بموت العلماء لا يغني من ليس بعالم شيئاً".