ـ(144)ـ ويمكن تحليل أسباب ما يقترفه هؤلاء إلى عنصرين رئيسيين: الأول: الجهل بأحكام الشرع الشريف فهم إذا تكلموا في المسالة المختلف فيها سينكشف جهلهم وعدم معرفتهم وضعف تفقههم بالدين وبأحكام الإسلام. والثاني: حب القيادة والرئاسة مع العراء عن مؤهلاتها الشرعية!! وهذه شهوة دنيوية وحبائل شيطانية ومغالبة نفسية وهوى بحث مهلك لصاحبه وهو من أحد الأسباب الرئيسية لسقوط الأمة وتقهقرها وانهيار مقوماتها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال تعالى ?أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا $ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا?(سورة الفرقان44). وقال تعالى: ?... فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا?(سورة النساء: 135). وقال تعالى: ?... وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ?(سورة ص: 26). وقال تعالى: ذاما رجلا كان عالما في قومه فقال ?... أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ...? سورة الأعراف: 176. هذه هي أسباب الفرقة بين المسلمين اليوم يمكن تلخيصها بأمرين وهما: الأول: الجهل المكنى عنه بعدم المعرفة بدينهم الحنيف. والثاني: حب الدنيا، الذي تولد عنه الزهد الشديد في تعلم أحكام الإسلام والتفقه في الدين. فإذا كان الإنسان جاهلاً بأحكام دينه غير منقادلها وكان حب الدنيا ومتاعها شغله الشاغل هان عليه محاربة إخوانه ومعادانهم ومدابرتهم ومقاطعتهم وكان من أبعد الناس هما عن التفكر دائماً في خدمة دينه وفكره ومبادئ الإسلام السامية !! بل هناك فريق ممن يتسمون بالعلماء في المجتمعات العربية الإسلامية ذات الثقافة الإسلامية الضعيفة يسعون دوما لإحباط أي جهد أو عمل يتضمن نشر العلم والرد على