ـ(146)ـ وإنني اقتراح القيام بعدة أمور لتخفيف هذا الأمر وتخفيف ظاهرة الفرقة المؤدية للتأخر في العالم الإسلامي من أهمها: إنشاء مركز علمي يهتم بتوجيه الدعاة ويزودهم بالمعلومات ويقوم بنشر القضايا المهمة التي تبعث على إيجاد الوعي في عقلية المسلمين عامة وأهل السنة خاصة لأنهم من أكثر الفرق حاجة إلى الوعي والإدراك بنظري. ومن جهة أخرى يقوم بمعالجة أفكار الجهة المفرقة سواء العقائدية أم الفقهية أم غيرها. ويشكل هذا المركز الذي يحوي علماء أكفاء من جميع المذاهب الإسلامية غير متأثرين بالتيارات والضغوطات السياسية ثقة المسلمين في جميع أنحاء العالم بنواة من العلماء يمكنها إشباع المسلمين من الناحية العلمية الشرعية وإفتاءهم في مشارق الأرض ومغاربها بالنوازل الواقعة لهم وتوحيدهم في كثير من الأمور مثل الصيام والإفطار، فإن المسلمين الواعين في جميع المذاهب الإسلامية متعطشون جدا إلى مثل هذه الجهة فإن الأمور العلمية الفكرية تشغل أناسا كثيرين يقصرون عن إدراك الحقائق بأنفسهم لخلوهم عن آلات الاجتهاد الكاملة والوعي الفكري الدقيق وأدوات الاستنباط الخفية، وتحقيق ذلك ليس ببعيد إذا شمّر إليه أهل الشأن من العلماء وتيسرت لـه ميزانية خاصة ترصد لتحقيق هذا الهدف السامي، أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً ويأخذ بأيدينا إلى ما يحبه ويرضاه، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.