ـ(138)ـ ويتباعدون ولايتقاربون ويعتقدون في مخالفيهم أنهم من أصحاب النار باطل سندا ومتنا !! ولبني أمية اليد الطولي في وضعه!! أما موضوع الاختلاف والافتراق والفرقة: فمن المعلوم أن الاختلاف في وجهات النظر والاختلاف بين المذاهب والفرق في الفروع سواء أكانت في فروع الاعتقاد أم في الفقهيات والأمور الأخرى فهي لا توجب التضاد والفرقة والتنافر على التحقيق خلافاً لما يصنعه ويسلكه كثير من الناس اليوم حيث نجدهم يتحالفون مع أعداء الله تعالى ويتوادون ويتآلفون معهم والخلاف بيننا وبينهم خلاف أصلي في أصول الاعتقاد بينما نجدهم ينظرون إلى بقية إخوانهم المسلمين أنهم الأضداد والأعداد !! وهذا أن دل على شيء فإنّما يدل أمّا على الجهل في الدين والمعتقد أو على تمكن الأهواء والشهوات في النفوس وحب الدنيا والتعلق بها أو كلا الأمرين !! نسأل الله تعالى السلامة. قال الإمام الراغب الأصفهاني في كتابه "المفردات في غريب القرآن": "الاختلاف والمخالفة أن يأخذ كل واحد طريقاً غير الآخر في حالة أو قولـه، والخلاف أعم من الضد لأن كل ضدين مختلفان وليس كل مختلفين ضدين، ولما كان الاختلاف بين الناس في القول قد يقتضي التنازع استعير ذلك للمنازعة والمجادلة". قلت: والاختلاف منه ما هو جائز ومحمود، ومنه ما هو محرم ومذموم، وقد جاء ذكر كل من القسمين في القرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة فلنذكر بعض النصوص التي وردت في ذلك: أولاً: النصوص التي فيها تجويز الاختلاف ومدحه: قال الله تعالى ?... فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ?(سورة البقرة: 213). وقال تعالى ?مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ?(سورة الحشر: 5).