ـ(137)ـ وإذ دق الباحث بالأخص وكذا القارئ والسامع في هذه الألفاظ واستعرضها جيدا فيمكن ان يعرف من أين جاءت. 5ـ وقد وقع في بعض روايات هذا الحديث: "كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا ومن هي يا رسول الله قال: ما أنا عليه وأصحابي" وهي رواية الترمذي(5: 26) من حديث عبدالله بن عمرو وفي رواية: "ما عليه الجماعة". قلت: وهذا باطل من القول: أولا: من جهة الإسناد فإنه ضعيف كما تقدم. وثانياً: أن عبارة "ما عليه أنا وأصحابي" لا يعقل ان يصح صدوره منه صلّى الله عليه وآله وسلم لأمور أذكر واحد منها: وهون أن الصحابة افترقوا في عهد رابع الخلفاء الراشدين سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه إلى ثلاث فرق، فرقة مع سيدنا علي عليه السلام وهي التي على الحق بنصوص الأحاديث الكثيرة المقطوع بها. وفرقة قعدت ولم تناصر رابع الخلفاء الراشدين الذي هو إمام أهل الحق ولم تقاتل مع أحد من الفريقين وقد ندم أفرادها وهو قلائل على القعود بعد ذلك. وفرقة مع معاوية وحزبه وهي الفئة الباغية بنص الحديث الذي رواه البخاري(1: 541) و(6: 30) ومسلم(4: 2235: 2915) والذي فيه: "عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار" وهذا لفظ البخاري في صحيحه. فعبارة "ما عليه أنا وأصحابي" في حديث الافتراق مع أي فرقة من هذه الفرق الثلاث تكون؟ ! فالذي أقوله أخيراً: إن حديث الافتراق هذا الذي جعل المسلمين يتباغضون