ـ(136)ـ عما ذكره غير صحيح بل باطل، والواقع يرفضه ويثبت فساده. 3ـ أن هذا الحديث خاصة بزيادته التي يتشبث بها المجسمة والنواصب والتي هي "كلهم في النار إلا واحدة" مخالف للأحاديث الكثيرة المتواترة في معناها التي تنص على أن من شهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله وجبت لـه الجنة ولو بعد عذاب، ومن تلك الاحاديث ما رواه البخاري(3: 61: 1186 فتح): "أن الله قد حرم على النار من قال لا اله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" ولفظ مسلم(1: 63): "لا يشهد أحد أن لا اله إلا الله وإني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه". والفرق المختلفة قليل منها يكفر ببدعته وأما أكثرها كالمعتزلة وغيرهم فإنهم لا يكفرون كما زعم بعض الناس حتى يستحقوا دخول النار لذلك نقل بعض الأئمة كالبيهقي وغيره إجماع السلف والخلف على الصلاة خلف المعتزلة ومناكحتهم وموارثتهم(انظر مغني المحتاج 4: 135). 4ـ ان متن هذا الحديث مضطرب ففي بعض طرقه "إلا وأن هذه الأمة ستتفرق على ثلاث وسبعين فرقة في الأهواء" رواه ابن أبي عاصم(69) وفي بعضها: "فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار" رواه ابن أبي عاصم(63) وفي بعضها: "لم ينجح منها إلا ثلاث" رواه ابن عاصم(71) وفي بعضها: "كلها في النار إلا السواد إلا الأعظم" رواها ابن أبي عاصم(68)...!! وفي بعضها كما عند ابن حبان(15: 125) قال: "ان اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى على مثل ذلك...". وتلاعب بعضهم في متن هذا الحديث أكثر فذكر في آخره: "من أخبثها الشيعة" وبعضهم قال "شرهم الذين يقيسون الأمور بآرائهم" يشير إلى الحنفية اتباع الامام أبي حنيفة، وفي بعض رواياتهم التالفة: "كلهم في الجنة إلا القدرية" وفي بعضها "إلا الزنادقة" وهكذا !! وكل ذلك كذب وافتراء على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم.