ـ(135)ـ الحديث". 8ـ وروي عن سيدنا علي كرم الله وجهه ممن رواه ابن أبي عاصم في كتابه السنة(2: 467 برقم 995) وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف جدا حاله معروف عندهم. قال ابن حجر في التقريب برقم(5685): "اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك". هذا من ناحية إسناده وأما من ناحية متنه فنقول: نحن نجزم ببطلان هذا الحديث سواء بزياداته أم بدونها، والتي منها "كلها في النار إلا واحدة" و"كلها في الجنة إلا واحدة" فبغض النظر عن هذه الزيادات نحن نقول بأن أصل الحديث باطل للأمور التالية: 1ـ لأن الله تعالى يقول عن هذه الأمة المحمدية في كتابة العزيز ? كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ...? ويقول أيضاً ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا...? فهذه الآيات تقرر أن هذه الأمة هي خير الأمم، وأنها أوسطها، أي: أفضلها وأعدلها، وأما هذا الحديث فيقرر ان هذه الأمة شر الأمم وأكثرها فتنة وفسادا وافتراقا، فاليهود افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة ثم جاء النصارى فكانوا شرا من ذلك وأسوأ حيث افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، ثم جاءت هذه الأمة فكانت أسوأ وأسوأ حيث افترقت على ثلاث وسبعين فرقة، فمعنى الحديث باطل بصريح القرآن الكريم الذي يقرر أن هذه الأمة خير الأمم وأفضلها. 2ـ ويؤكد بطلان هذا الحديث من حيث متنه ومعناه أيضاً أن كل من صنف في الفرق كتب أسماء فرق يغاير في كتابه لما كتبه الآخر، ولازالت تحدث في كل عصر فرقّ جديدة بحيث أن حصرهم لها غير صحيح ولا واقعي، فمثلا كتب الشيخ عبد القاهر البغدادي المتوفي سنة 429 هـ كتابه في الفرق وهو "الفرق بين الفرق" ذكر فيه ثلاثا وسبعين فرقة وقد حدث من زمانه إلى اليوم فرق أخرى ربما تزيد على أضعاف تلك الفرق التي ذكرها، وقول من قال ان ما استحدث من الفرق الجديدة لا تخرج في مبادئها