ـ(133)ـ ومن غير الصواب قول القائل(يجب نبذ الفرقة والتباغض والشحناء ونسيان الخلافات) دور أن ينظر في حقيقة الخلافت ومعرفة من هو المصيب ومن هو المخطئ ومن هو المخالف في أصول الدين وما حكمه شرعا دون ان يقف مع المحق وينصره بما يستطيع ليطبق ويحق تنفيذ قول الله تعالى(فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله)!! والذي اعتقده وانبه عليه هنا ان جميع فرق الإسلام الموجودة في الساحة اليوم ليس بينها خلاف أصلي في أسس الاعتقاد بل هي متفقة في أصول الاعتقاد ما خلا المشبهة المتمسلفين!! فانهم مخالفون للجميع في أصول الاعتقاد التي من أعظمها التنزيه لله تعالى فهم يصرحون بالتجسيم دون مواربة !! وأن أعظم ما يشاع اليوم وتحاول أن تنشره وتغرسه في قلوب عامة المسلمين الجهات الساعية لتمكين الفرقة بين المسلمين وخاصة عند محاولات التقارب بين مذاهب المسلمين وفرقهم وأفكارهم حديث الافتراق الباطل سندا ومتنا الناص على أن جميع فرق الإسلام في النار إلا فرقة واحدة وهي أحد الحروب أو قل الإرهاب الفكري المتسبب في ابتعاد المسلمين من بعضهم وخوف القرب من الفرق الهالكة في النار حسب تصوير هذا الحديث الموضوع المصنوع!! ولابد لي في هذا العجالة أن أتعرض لنقد هذا الحديث سندا ومتنا وأبين أن الاختلاف في الرأي والتفكير وبالتالي في مسائل الفروع ليس من موجبات التباغض والتدابر والفرقة واعتقاد ضلال الآخرين!! فأقول: أن نص حديث الافتراق هو: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة" رواه احمد بن حنبل في مسنده(2: 332) وغيره. وقد روي هذا الحديث من عدة طرق كما بينته بإسهاب في كتابي "من فكر آل