ـ(131)ـ والتبصير بشؤونهم. وان من أعظم العراقيل التي تواجه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عندما يتوجهون إلى المساجد والمعاهد والجامعات لتعلم أحكام الإسلام والتفقه في الدين وأداء العبادات فتنفرهم وتذودهم أو تفتنهم وتضللهم هو فكر المجسمة النواصب الذي يرى كفر مخالفه ولو في أبسط مسائل الطهارة ويرمي بشرر فتنه وقلاقله في أغلب مساجد الدنيا ويشتري ضمائر الضعفاء من أشباه العلماء لتضليل الناس عن الصراط المستقيم والمنهج السوي !! فإن الناظر في أصول الاعتقاد عند مذاهب أو فرق المسلمين يجد ويتحقق أنهم متحدون ومتفقون في أصول الاعتقاد ما خلا المجسمة الحنابلة والحشوية المشبهة وسيجد الناظر المنصف أن تلك الفرق لا يكفر بعضها بعضا بل يرى الجميع أنهم متفقون في الأصول وهذا مما يوجب التقارب والتواد والتراحم والتحالف والموالاة وأن اختلفوا في الفروع إلا طائفة المجسمة ومن تأثر بهم أو الخدع ببعض أفكارهم التي يلقونها هنا وهناك وينشرونها في كافة أصقاع الأرض !! فإنها ترى وجوب التفكير والتدابر والتقاطع والتهاجر والتنابذ وإعلان إنها هي الفرقة الناجية دون باقي أهل الإسلام الذين يشهدون أن لا اله إلا الله وأن سيدنا محمداً رسول الله ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون رمضان ويحجون بيت الله تعالى من استطاع إليه سبيلاً. وليس ببعيد عنا تلك الحوادث التي وقع فيها النزاع بين أفراد جماعات مختلفة عند أهل السنة حتى وصل الحال إلى الاقتتال ووصلوا إلى قضاة المحاكم النظامية فأصلح بينهما القاضي ناصحا لهم جميعا بأن هذه الخلافات لا تصح أن تكون بين المسلمين. وفي القارات التي لا تعتبر من الدول الإسلامية وهي أوسع من الأقاليم والدويلات الصغيرة كأميركا يلاقي ما يلاقي فيها المسلمون من الفرقة والتنابذ والصراع المكشوف