ـ(129)ـ والكمال !! بينما نجد الفرق الثلاثة الأخرى يستخدمون العقل الذي نبه الشارع عليه في غير ما آية ويعملونه بنسبة كبيرة. فصار الأمر إلى أن يقود الناس الجهلاء الذين يأنفون من التعلم؛ ويكرهون من يصوبهم ويرشدهم ويحاورهم ويناقشهم، وهم يريدون السيادة والرئاسة والتقدم على الموافق والمخالف!! فكيف إذا انضاف إلى ذلك الكبر والجشع والحرص على جميع الأموال والتعلق بأسباب الدنيا والأعراض عن كثرة الذكر وتهذيب النفس وصقل الروح؟!! بل الحق والحق أقول ان من يدعي صقل أرواح المريدين وتربية السالكين والسير على منهاج الصوفية العارفين يحتاج إلى سنين عديدة وأساتذة كثيرين ليصقل نفسه من رعوناتها ومن اعتدادها بالذات المفلسة المفتقرة إلى التواضع والانكسار وتحمل الأذى؛ بل تعدى الأمر إلى بعض المريدين أو المتعالمين الذين لا تقبل نفوسهم الاعتراف بالخطأ أو الاعتراف للغير بالعلم والمعرفة والإقرار على أنفسهم بالعجز والقصور والحاجة إلى التعلم والتواضع. فتصرف القوم وتركيبهم الفكري والعقلي في نظري من أعظم أسباب التأخر والفرقة في العالم الإسلامي ويتلخص سبب ذلك في: 1ـ جهلهم أو قل عدم تفقههم في أحكام الإسلام وبمذهبهم خاصة فضلا عن مذهب غيرهم مع قلب معايير العلم الشرعية التي تقدمت الإشارة إليها، فإننا نجد كثيراً ممن يسمون بالعلماء فضلا عن العامة الدهماء يجهلون كثيرا من بديهيات أمور الإسلام، فكم ناقشنا أشخاصا من عامة مجتمعنا في مثل قضية حرمة الربا وفي مثل مسألة تحريم الخمر أيضا حيث أدعو أنه لم ينزل في تحريم الخمر آية وإنّما قال في الآية "فاجتنبوه" ولم يقل حرمت فعلى هذا لم تحرم بنظرهم!! هذا فضلا عمن يناقش اليوم