ـ(103)ـ رابعاً: العقد النفسية لأصحاب النفوس المريضة: وهذا النوع أيضاً كان لـه الخطر الكبير في أضعاف المسلمين; وهذه العقود النفسية سواء نشأت عن أسباب محيطة أو غير محيطة; فقد حمل أصحابها أحقاداً للمجتمع الإنساني واعتبروه الوحيد عما أصابهم من الحرمان والمحن التي لحقتهم; فاندفعوا بشكل لا شعوري إلى إثارة هذه المسائل الكلامية والخلافية بين طبقات الأمة الإسلامية بشكل لا شعوري ليثأروا إلى أنفسهم ويصبوا جام غضبهم على الإنسانية دون أن يترددوا في ذلك. خامساً: استبدال التشريع الإسلامي والابتعاد عنه: انفتح الجيل الإسلامي المعاصر على واقع متناقض في لحمته وسداه ; فقد استقرت فكرة مشوهة عن مبدئه الإسلامي لا تقدر على حمله على الصمود في الصراع المستقطب بينه وبين الحضارة الأوربية الوضعية وقوتها العاتية ; فوصلت عنده القناعة إلى أن رسالته قد استنفدت أغراضها وهي غير قادرة على تنظيم حياة الفرد وحاجات المجتمع في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية; مما أوحى لـه بجواز التماس التشريعات والأطر الفكرية الحديثة لعلاج معضلاته في الحياة; وكان الحضارة الأوربية قد أعطت مزيداً من الفرص للنفود في صفوف الأمة الإسلامية وتمرير مؤامراتها في شتى المستويات وكان لهم ما أرادوا. لقد كانت الغزوات التبشيرية هي الطلائع التي مهدت الطريق للاستعمار الأوربي ليفتح العالم الإسلامي فتحاً سياسياً بعد أن فتحه ثقافياً ; فتراه يفتح مناهج التعليم والثقافة على أساس فلسفته وحضارته وتدخل في تغيير المناهج لكي لا تخرج جزئية من جزئياته عن فلسفته وحضارته حتى عم الدروس الدينية والتاريخ