ـ(102)ـ المسؤولية السياسية والمشاركة في إدارة الحكم والوضع الاجتماعي السائد ; وقد أدى بالتالي أيضاً إلى المنع من تعبئة الأمة في سبيل أهداف إصلاحية وحضارية. ثالثاً: ضعف الوعي السياسي لدى بعض علماء الدين في العصر الحاضر: ان السبب في ضعف شوكة المسلمين يعود أيضاً إلى ضعف الوعي السياسي لدى بعض علماء الدين وهو ناشيء من الغياب الطويل عن المسرح السياسي إلاّ في الأزمات الحادة والخطيرة; وهذه الغيبة عنه نابع من عدم تبلور فكرة القيادة الرسالية في أذهانهم وعدم سعيهم الجدي في إقامة نظام اسلامي، ولعل جذور هذه العزلة يعود إلى الإرهاصات والتلقينات المسبقة من قبل الخلفاء المستبدين طول التاريخ بعزل العلماء عن الحكم وضرب العلماء الصالحين، وتنشئة مجموعة من علماء السلاطين وأدوات ملحقة بالخليفة أو الحاكم ; وكان الاستعمار سبباً في إيجاد هذه الهوة وتعميقها وإيجاد فكرة "فصل الدين عن السياسة". أن الضعف السياسي لدى القيادة الدينية كان يؤدي في الكثير من الأحيان إلى الانخداع بألاعيب السياسة وكان عليها أن تواصل الجهاد السياسي وتعيد وحدة الصف إلى الأمة وتقوم بتقشفية سياسياً وفكرياً وإسلامياً وهذه المهمة منوطة بالعلماء وحدهم فهم الذين يمتلكون مستلزمات القيادة الصحيحة.