ـ(104)ـ الإسلامي، وصارت دراسة حياة الرسول صلّى الله عليه وآله تدرّس كما تدرس حياة "بسمارك ونابليون" فلا تثير في نفوس المسلمين أية مشاعر أو أفكار، وصار المسلمون يستمرئون هذه الثقافة ويتعشقونها ويتجهون في الحياة طبق مفاهيمها حتى وصل بهم الأمر أن يعتقدوا بأن سبب تأخرهم يعود إلى الإسلام وثقافته، وبذلك ربحت الحملات التبشيرية من ضم الفئات المثقفة من المسلمين وجعلتها تحارب الإسلام وهي في صفوفها. ثم أشاعوا المفاهيم المغلوطة عن الحكم في الإسلام حتى صار المسلمون يخجلون من ذكر كلمة "الخليفة أو الإمام". هذا على الصعيد التربوي. أما على مستوى قطاعات الأمة بمجموعها فقد تعرضت لعملية مسح فكري وسلوكي عنيد نهضت باعباءه مؤسسات اجتماعية وتربوية من نمط آخر، فالأفلام السينمائية الداعرة والملاهي الماجنة والأغاني العابثة وحانات الخمر ودور البغاء ودور النشر والصحافة كلها أدوات تحت تصرف النفود الاستعماري; وهكذا أقصى الإسلام كقاعدة للتقنين عن دنيا الإنسان المسلم وعلى شتى المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ; ثم أُلغي على ضوءه وفق عملية منهجية نظام الأسرة واستبدل بقانون الأحوال الشخصية الجديد المستعار من النظم الغربي.