ـ(101)ـ خلقتها الحروب الصليبية. إنّ سياسة المهادنة مع الاستعمار الغربي كان قد شدد من فرض الطوق على العالم الإسلامي في كل الجوانب، وكان بسط نفوذه يكمن في أمور: أ ـ تشديد التناقضات الداخلية. ب ـ إثارة وتعميق الحروب الأهلية. ج ـ إثارة الأقليات الداخلية في البلاد الإسلامية. د ـ نشر شبكات التجسس. هـ ـ المنع والحيلولة من وجود أي تغير أساسي وجذري في البلاد الإسلامية. ان التسويات التي تجري في الواقع ليست تسويات عادلة بقدر ما هي تسويات سياسية قائمة على أساس القوة واستغلال الشعوب، وإنّما تكون التسوية ظاهرة حيث لا يكون تفاوت القوى كبيراً; وحيث يكون استمرار الصراع مضراً بكل الأطراف أكثر مما ينفعه فيبقى على وجه العموم شيء من عدم التناسب يجعل التسوية متّصفة باللامساواة وهي ليست نهاية القتال; وإنّما هي هدنة سيحل محلها تبدل ميزان القوى قتالاً جديداً. ثانياً: ضعف الحكام: لقد كان ضعف الحكام وعجزهم عن إصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والفكرية سبباً في ضعف المسلمين; وإيجاد حالة من التدهور في الحالة الاقتصادية والعمرانية للبلاد الإسلامية. لقد منع الحكم الاستبدادي الشعوب الإسلامية من المشاركة في إدارة شؤونها السياسية وبالتالي منعها من الحصول على الحد الأدنى من الرشد الذي هو فرع تحمل