ـ(91)ـ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ?(1). ?وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ?(2). وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: "إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن؛ فإنّه شافعٌ مشفّع وماحل مصدّق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل... فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة..."(3). وروي عن عبدالله بن مسعود أنّه قال: إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن، فإنّ فيه علم الأولين والآخرين"(4). وقال أمين الإسلام الطبرسي في تفسير قولـه تعالى: ?هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ?(5). "وفي هذه الآية دلالة على أنّ القرآن كافٍ في جميع ما يحتاج الناس إليه في أُمور الدين، لأنّ جميع أمور الدين، جملها وتفاصيلها يعلم بالقرآن إمّا بنفسه وإمّا بواسطة، فيجب على المؤمن المجتهد المهتمّ بأمور الدين أن يشمّر عن ساق الجدّ في طلب أمور القرآن، ويصدق عنايته بمعرفة ما فيه من بدائع الحكمة، ومواضع البيان مكتفياً به عمّا سواه، لينال السعادة في دنياه وعُقباه"(6). وقال الراغب الأصفهاني في تفسيره: "أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان تفسير القرآن؛ بيان ذلك: إنّ شرف الصناعة إمّا بشرف موضوعها، وإمّا بشرف غرضها، وإمّا ________________________________ 1ـ سورة المائدة: 15- 16. 2ـ سورة النحل: 89. 3ـ الأصول من الكافي، الجزء 2، كتاب فضل القرآن الفصل 1، الحديث 2. 4ـ مجمع البيان 1- 2: 9. 5ـ سورة إبراهيم: 52. 6ـ مجمع البيان 5- 6: 325.