ـ(90)ـ هذا، ولكن المستفاد ممّا روي عن النبي صلى الله عليه وآله والصحابة أنّ التفسير بمعناه المصطلح كان شائعاً في عصر الرسالة؛ فروي عنه صلى الله عليه وآله: ,من فسّر القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النار". وعن ابن عباس مرفوعاً في قولـه تعالى:?يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ?(1) قال: "القرآن، يعني تفسيره، فإنّه قد قرأه البرّ والفاجر"(2). وعن عمر أنّه قال: "من آخر ما نزل آية الربا، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله قُبض قبل أن يفسّرها"(3). إلى غير ذلك ممّا يدلّ على أنّ الاصطلاح كان معهوداً في عصر الرسالة والصحابة. شرف التفسير وفضله: لعلم التفسير من الفضل والشرف ما لا يدانيه علم آخر، وذلك لوجهين: الأوّل: مزيّة موضوعه على ما سواه؛ إذ هو كلام الله الحقّ الذي ?لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ?(4)، وقول فصل ليس بالهزل(5)، وكتاب مبارك(6)، وكتاب عزيز(7)، ونور مبين، ومهيمن(9) و?أحسن الحديث?(10)، إلى غير ذلك من النعوت السامية التي وصف الله تعالى بها القرآن الكريم. والثاني: دور القرآن الوحيد في جميع مجالات الحياة الإنسانية وكونه أصلاً لجميع المعارف الدينية ومناراً لهداية الإنسان إلى السعادة الأبدية: يقول سبحانه: ?يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ _ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ ________________________________ 1ـ سورة البقرة: 269. 2ـ سورة الإتقان 4: 197. 3ـ المصدر نفسه: 299. 4ـ سورة فصلت: 42. 5ـ سورة الطارق: 13. 6ـ سورة الأنعام: 92. 7ـ سورة فصلت 41. 8ـ سورة النساء: 174. 9ـ سورة المائدة 48. 10ـ سورة الزمر: 23.