ـ(88)ـ تقتضيه القواعد العربية. حكي عن أبي الخير وابن صدر الدين. 3ـ علم التفسير معرفة أحوال كلام الله سبحانه من حيث القرآنية، ومن حيث دلالته على ما يعلم أو يظن أنه مراد الله سبحانه بقدر الطاقة الإنسانية. ذكره العلاّمة الفناري. 4ـ هو العلم الباحث عن أحوال ألفاظ كلام الله سبحانه وتعالى من حيث الدلالة على مراد الله تعالى ذكره التفتازاني. 5ـ هو ما يبحث فيه عن مراد الله سبحانه من قرآنه المجيد. ذكره القطب الرازي في شرحه على الكشّاف(1). وقد أخذوا على هذه التعاريف ونظائرها طرداً وعكساً، ولا يهمّنا الآن التعرّض لها، والذي نراه أنّ التعريف الأخير مع إيجازه مبيّن لما نقصده من هذا العلم، ولا يرد عليه أنّ البحث فيه ربما كان من أحوال الألفاظ كمباحث القراءات وناسخية الألفاظ ومنسوخيتها وأسباب نزولها وترتيبها إلى غير ذلك، فلا يكون الحدّ جامعاً. إنّ الغرض الأصيل من هذه الأبحاث ليس إلاّ فهم معاني الآيات القرآنية، فالبحث عنها ليس مطلوباً بنفسه في علم التفسير. يقول الشيخ عبده: "والتفسير الذي تطلبه هو فهم الكتاب من حيث هو دين يرشد الناس إلى ما فيه سعادتهم في حياتهم الدنيا والآخرة. فإنّ هذا هو المقصد الأعلى منه، وما وراء هذا من المباحث تابع لـه أو وسيلة لتحصيله"(2). وهذا التعريف هو مختار العلامة الطباطبائي حيث قال: "والتفسير هو بيان معاني ________________________________ 1ـ هذه الأقوال- سوى ما ذكرناه عن الجرجاني- أخذناها من كشف الظنون 1: 428. الفاضل الچلبي، طبعة دار الفكر. 2ـ تفسير المنار 1: 17، طبعة دار المعرفة.