ـ(87)ـ رأينا في كلّ مسألة. وإذ يكون البحث والدراسة العلمية القائمة على السداد والإنصاف، البريئة من العناد واللجاج أقوم طريق وخير وسيلة إلى التقارب المذهبي والتآخي الديني، فمن المرجوّ أن تكون دراستنا هذه خطوة مباركة إلى هذه الغاية السامية التي هي بغية كلّ مسلم واعٍ ولا توفيق إلاّ بالله العظيم. التفسير في اللغة والاصطلاح: التفسير مبالغة الفسر، بمعنى البيان والكشف، فسّر الشيء بيّنه وأوضحه، والمغطّى كشف عنه وقيل: هو مقلوب السفر، تقول: أسفر الصبح إذا أضاء، وقيل: مأخوذ من التفسرة، وهي اسم لما يعرف به الطبيب المرض، وكأنّه تسمية بالمصدر لأنّ مصدر فعَّل جاء أيضاً على تفعلة، نحو جرّب تجربة، وكرّم تكرمة(1). أمّا في الاصطلاح فيراد به ما يتعلّق بالقرآن الكريم من بيان معاني آياته ومداليلها، فصار عَلَماً لعلمٍ من العلوم الإسلاميّة لـه أساتذته وكتبه، وقد ذكروا لـه تعاريف نأتي بنماذج منها: 1ـ التفسير في الأصل هو الكشف والإظهار، وفي الشرع توضيح معنى الآية وشأنها وقصّتها، والسبب الذي نزلت فيه بلفظ يدلّ عليه دلالة ظاهرة. ذكره الجرجاني في التعريفات. 2ـ هو علم باحث عن معنى القرآن بحسب الطاقة البشرية وبحسب ما ________________________________ 1ـ راجع المصباح المنير، الجزء 2، كلمة فسر، وأقرب الموارد، الجزء 2، كلمة فسر، والمفردات للراغب، كتاب الفاء، كلمة فسر، والبرهان في علوم القرآن 2: 146، الزركشي طبعة دار الجيل، والإتقان في علوم القرآن 4: 192، للسيوطي، طبعة منشورات الشريف الرضي.