ـ(80)ـ منسوب لعلي والآخر لفاطمة، وينقلون عنهما أحكاماً وملاحم ليس لها مصدر سوى القول بنزول الوحي عليهما. يرمون الشيعة بذلك وهم يعلمون أنّهم يكذبون، وإليك بيان الحقيقة. كتاب علي عليه السلام: لاشك إنّ الحديث النبوي حجّة إلهية كالقرآن الكريم غير أنّ الكتاب معجزة خالدة واللفظ والمعنى منه سبحانه وأما السنة فالمفاد والمضمون من الله سبحانه، واللفظ من النبي فلا فرق بين قولـه سبحانه: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?(1). وقولـه صلى الله عليه وآله: "الصلح جائز بين المسلمين"(2) كما لا فرق بين قولـه تعالى: ?...فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا...?(3). وقولـه صلى الله عليه وآله: "التراب أحد الطهورين يكفيك عشر سنين"(4) إلاّ فيما ذكرناه. فالمؤمن بالله ورسالة نبيه يتمسك بكتابه، كما يتمسك بحديث نبيه من غير فرق بين قولـه وفعله وإشاراته وتقريره. ولأجل تلك الكرامة التي نالها حديث الرسول، قام لفيف من الصحابة بكتابة ما سمعوه وتلقّوه من الرسول الأعظم، وفي مقدمتهم أمير المؤمنين علي عليه السلام، فكان أحد المهتمين بكتابة حديث الرسول وضبطه، كما كان مولعاً بضبط الوحي وكتابته، وهو عليه السلام يصف موقفه من رسول الله ويقول: "كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكتُ ابتدأني"(5). وفي ضوء هذا الولع، دوّن الإمام علي أحاديث الرسول وأهتم بجمعها واشتهر ما جمعه بين أولاده بكتاب علي، كان بخطه وإملاء الرسول وقد ورثه أئمة أهل البيت واحد بعد الآخر، ففيه ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش، وكان مكتوباً على الجلد طوله ________________________________ 1ـ سورة الحجرات: 10. 2ـ التاج الجامع للأُصول 2: 202. 3ـ سورة المائدة: 6. 4ـ سنن الترمذي 1: 212، باب ما جاء في التيمم للجنب. 5ـ تاريخ الخلفاء: 115.