ـ(79)ـ عن الإمام ما منزلته قال: "يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك". إلى غير ذلك من الروايات المصرحة بأن الأئمة الأثني عشر محدَّثون(1). روى الصفار في بصائر الدرجات عن بريد: قلت لأبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام ما منزلتكم بمن تُشَبَّهون ممن مضى ؟ فقال: ,كصاحب موسى وذي القرنين؛ كانا عالمين ولم يكونا نبييّن "(2). هذا ما لدى الفريقين، وبذلك يُعْلَم أنّ الإخبار عن الغيب بإذن من الله سبحانه لا يلازم كون المخبر نبيّاً وأنّ تَكَلُّم الملائكة مع إنسان لا يصلح على كونه مبعوثاً من الله سبحانه للنبوة. ولو اعتمدت الشيعة على علم الأئمة لأجل كونهم وارثين لعلْمِ النبي ووارثين لما عند علي من الكتب التي كتبها بإملاء من رسول الله، أو محدثين يلقى في روعهم من إجابات للأسئلة، فلا يدل على أنّهم أنبياء. ومن نسبهم إلى تلك الفرية الشائنة، وبحجة أخبارهم عن الملاحم، فقد ضل عن سواء السبيل، ولم يفرق بين النبوة والرسالة والتحدث، وبذلك نقف على أنّ القول بالخاتمية وإيصاد باب النبوة والرسالة لا ينافي القول بكون إنسان مُحدَّثاَ، فقد أطبق الصحيحان على كون الخليفة عمر بن الخطاب محدثاً. كتاب علي وفاطمة عليهما السلام: ولإكمال البحث وتمحيص الحق نذكر كتاب علي عليه السلام وكتاب بنت الرسول فاطمة عليها السلام فقد أوجد بعض المشاغبين في المقام صخباً وهياجاً، لاتهام الشيعة بالقول بعدم انقطاع الوحي، واستمراره بعد رحيل النبي الأكرم بحجة أن عندهم كتابين، أحدهما ________________________________ 1ـ الكافي 1: 176، باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث، الكليني. 2ـ بصائر الدرجات 8: 368، الصفار.