ـ(81)ـ سبعون ذراعاً على عرض الأديم. وقد رآه لفيف من أصحاب الإمامين الصادقين، كزرارة ومحمد بن مسلم عندهما. ونقل المحدثون الكبار من الشيعة كالكليني (ت 329) والصدوق(ت 381) والطوسي(ت 460) عنه وقد بث قسماً منه الشيخ الحر العاملي في وسائل الشيعة، على وفق الكتب الفقهية، وقد استخرجها المحقق الشيخ علي الأحمدي في كتابه: "مكاتيب الرسول"(1). وهذا الكتاب غير ما روى المحدثون في حقه من انّه: "كان في قراب سيف رسول الله كتاب أو كتابان، فيه أُصول العلم ورموز الحقائق لمن أعطي فهمه" إذ لا تتجاوز جسامة ما في القراب عن مقدار الإصبع، وأين هو من الكتاب الذي طوله سبعون ذراعاً في عرض الأديم ؟ ! إنّ أئمة أهل البيت كانوا يستندون إلى هذا الكتاب، ويستشهدون به، وليس لهذا الكتاب حقيقة سوى كونه أحاديث الرسول وإملاءه وخط علي عليه السلام. نعم ربما يروى عن علي انّه قال: "من زعم أنّ عندنا شيئاً نقرأه إلاّ كتاب الله وهذه الصحيفة فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات فقد كذب"(2) ولكن لاشك انّه مختلق، لطمس نوره وإخفاء كرامته، حيث إنّه نال شرف كتابة أحاديث الرسول على نحوٍ ليس لـه مثيل. كتاب فاطمة عليها السلام: أما كتاب فاطمة عليها السلام فالمستفاد من أخبار كثيرة أنّه أيضاً كان بإملاء رسول الله وخط علي، وكان أهل البيت يذكرونه وينقلون عنه، وأما التعبير عنه بالمصحف، ________________________________ 1ـ مكاتيب الرسول 1: 72- 88. 2ـ ابن كثير البداية والنهاية 5: 351.