ـ(78)ـ منهم أحد فعمر بن الخطاب"(1). 2ـ اخرج البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً: "انه قد كان فيما مضى قبلكم من الأُمم محدّثون، ان كان في أُمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب"(2). قال القسطلاني في شرح الحديث: يجري على ألسنتهم الصواب من غير نبوة، وقال الخطّابي: يلقى الشيء في روعه فكأنه قد حُدّث به؛ يظن فيصيب ويخطر الشيء بباله فيكون. وهي منزلة رفيعة من منازل الأولياء(3). 3ـ اخرج مسلم في صحيحه عن عائشة عن النبي: قد كان الأُمم قبلكم مُحدّثون، فإن يكن في أُمّتي منهم أحد فأن عمر بن الخطّاب منهم. قال ابن وهب: تفسير(محدثون) ملهمون. قال النووي في شرح صحيح مسلم: اختلف العلماء في تفسير المراد بـ(محدثون) فقال ابن وهب: ملهمون، وقيل: مصيبون إذا ظنّوا فكأنهم حدّثوا بشيء فظنوه، وقيل تكلمهم الملائكة، وجاء في رواية مكلّمون، وقال البخاري: يجري الصواب على ألسنتهم وفيه كرامات الأولياء(4). ومن راجع شروح الصحيحين يجد نظير هذه الكلمات بوفرة؛ والرأي السائد في تفسير المحدّث هو تكليم الملائكة أو الإلقاء في الروع، هذا ما لدى السنة، وأما الشيعة فعندهم أخبار عن أئمتهم تصرح بأنهم محدثون وفي الوقت نفسه ليسوا بأنبياء. روى الكليني في باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث أحاديث أربعة: ... قال: "المحدث الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة ". وفي رواية أُخرى سألته ________________________________ 1ـ صحيح البخاري 2: 194، باب مناقب عمر بن الخطاب. 2ـ صحيح البخاري 2: 171 بعد حديث الغار. 3ـ إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري 5: 431، القسطلاني، وانظر أيضاً 6: 99. 4ـ شرح صحيح مسلم 15، 166، النووي.