ـ(68)ـ أي يجعل في قلوبكم نوراً تفرقون به بين الحق والباطل وتميزون به بين الصحيح والزائف، لا بالبرهنة والاستدلال، بل بالشهود والمكاشفة، قال سبحانه: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ?(1). وهناك آيات وروايات تدل بوضوح على انفتاح هذا الباب في وجه الإنسان، نكتفي بما ذكرناه. السؤال الرابع: ادعاء النقص في التشريع الإسلامي: كلما تكاملت جوانب الحضارة وتشابكت، وتعددت ألوانها، واجه المجتمع أوضاعاً وأحداثا جديدة وطرحت عليه مشاكل طارئة لا عهد للأزمنة السابقة بها، أذن فحاجة المجتمع إلى قوانين و تشريعات جديدة لا تزال تتزايد كلّ يوم تبعاً لذلك، وما جاء به الرسول لا يجاوز قوانين محدودة، فكيف تفي النصوص المحدودة بالحوادث الطارئة غير المتناهية ؟ الجواب: إن خلود التشريع وبقاءه في جميع الأجيال ومسايرته للحضارات الإنسانية، واستغناءه عن كلّ تشريع سواه، يتوقف على وجود أمرين فيه: الأول: أن يكون التشريع ذا مادة حيوية خلاقة للتفاصيل، بحيث يقدر معها علماء الأُمة والأخصائيون منها على استنباط كلّ حكم يحتاج إليه المجتمع البشري في كلّ عصر من الإعصار. الثاني: أن ينظر إلى الكون والمجتمع بسعة وانطلاق، مع مرونة خاصة تماشي جميع الأزمنة والأجيال، وتساير الحضارات الإنسانية المتعاقبة، وقد أحرز التشريع الإسلامي كلا الأمرين؛ أما الأول فقد أحرزه تنفيذ أمور: ________________________________ 1ـ سورة الحديد: 28.