ـ(66)ـ أو مجوسيّاً أو غيرهم. ويوضح المراد من هذه الآية قولـه سبحانه: ?وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ?(1). فتصرح الآية بانفتاح هذا الباب على مصراعيه في وجه البشر كافّة، من غير فرق بين جماعة وجماعة، حتى أن أهل الكتاب لو آمنوا بما آمن به المسلمون لقبلنا إيمانهم وكفرنا عنهم سيئاتهم. هذا هو كلّ ما كان يريده القرآن ببيانه من خلال هذه الآيات، وليس أيّ شيء آخر. إذن فلا دلالة لهذه الآيات الثلاث على إقرار الإسلام لشرعية الشرائع بعد ظهوره وإنّما تدل على أن القرآن يحاول بها إبطال بعض المزاعم. هذا كله حول السؤال القرآني، وهناك أسئلة أُخرى جديرة بالذكر والتحليل، وإليك بيانها: السؤال الثاني: لماذا خُتمت النبوة التبليغية ؟ إن الشريعة الإسلاميّة شريعة متكاملة الأركان فلا شريعة بعدها، ومع الاعتراف بذلك يطرح هذا السؤال: إن الأنبياء كانوا على قسمين؛ منهم من كان صاحب شريعة، ومنهم من كان مبلّغاً لشريعة مَنْ قبله من الأنبياء، كأكثر أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يبلّغون شريعة موسى بين أقوامهم. هب أنه ختم باب النبوة التشريعية لكون الشريعة الإسلاميّة متكاملة، فلماذا ختم باب النبوة التبليغية؟ والجواب عنه إن الأُمة الإسلاميّة غنية عن هذا النوع من النبوة، وذلك بوجهين: ________________________________ 1ـ سورة المائدة: 65.