ـ(63)ـ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ?(1). 2ـ ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ?(2). 3ـ ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ?(3). إن استنتاج بقاء شرعية الشرائع السماوية من هذه الآيات مبني على غضّ النظر عمّا تهدف إليه الآيات، وذلك أن الآيات بصدد ردّ مزاعم ثلاثة كانت اليهود تتبناها، لا بصدد بيان بقاء شرائعهم بعد بعثة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وهي: 1ـ فكرة الشعب المختار: كان اليهود والنصارى يستولون على المسلمين- بل العالم- بادّعائهم فكرة الشعب المختار، بل إن كلّ واحدة من هاتين الطائفتين(اليهود والنصارى) كانت تدعي أنها أرقى أنواع البشر، وكانت اليهود أكثرهم تمسّكاً بهذا الزعم، وقد نقل عنهم سبحانه قولهم: ?وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ?(4). والله سبحانه يردّ هذا الزعم بكل قوة عندما يقول: ?فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم?. وقد بلغت أنانية اليهود واستعلاؤهم الزائف حدّاً بالغاً، وكأنهم قد أخذوا على الله عهداً بأن يستخلصهم ويختارهم، كما في قولـه تعالى: ?وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ?(5). ________________________________ 1ـ سورة البقرة: 62. 2ـ سورة المائدة: 69. 3ـ سورة الحجّ: 17. 4ـ سورة المائدة: 18. 5ـ سورة البقرة: 80.