ـ(52)ـ الثاني: بكسر التاء وعليه يكون اسم فاعل أي(الذي يختم باب النبوة)، وعلى كلتا القراءتين فالآية صريحة على أن باب النبوة أو بعث الأنبياء خُتم بمجيء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله. قال أبو محمد الدميري: والخاتم الفاعلُ قُل بالكسر$$$ وما به يُختم فتحاً يجري وأنت إذا راجعت التفاسير المؤلفة منذ العصور الأُولى إلى يومنا هذا ترى أن عامة المفسرين يفسرونها بما ذكرنا، ويصرحون بأن وصفه بالخاتم (بالفتح)، لأن الرسم الدائر بين العرب كان ختم الرسالات بخاتمهم الذي في أصابهم، فكانت خواتيمهم طوابعهم، فكان النبي الأكرم بين الأنبياء هو الخاتم ختم به باب النبوات، ولك أن تستلهم هذا المعنى من الآيات الكثيرة التي وردت فيها مادة تلك الكلمة، فترى أن جميعها يفيد هذا المعنى. النص الأول: 1ـ قال سبحانه: ?يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ?(1). أي مختوم بابه بشيء مثل الشمع وغيره دليلاً على خلوصه. 2ـ وقال سبحانه: ?خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ?(2) طعمه رائحة مسك إذا شرب. 3ـ وقال سبحانه: ?الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ?(3) أي يطبع على افواهم فتوصدُ وتَتكلًَّم أيديهم. إلى غير ذلك من الآيات التي وردت فيها مادة تلك الكلمة، والكل يهدف إلى الانتهاء والانقطاع، وفي مورد الآية انتهاء النبوة وانقطاعها. ________________________________ 1ـ سورة المطففين: 25. 2ـ سورة المطففين: 26. 3ـ سورة يس: 65.