ـ(51)ـ بالنسبة إلى ظرفها دون وجود خلل أو نقص فيها. غير أن الظروف لما كانت مختلفة، وحلقات التكامل في طبيعة الإنسان متوالية ترى أنّ الشرائع السماوية تلاحقت وتواصلت عبر قرونٍ وأجيالٍ، غير أن القرآن يعتبر الشريعة الإسلاميّة خاتمة الشرائع وأغلقت به تلك الحلقات، واليك ما ورد في القرآن. النص الأول: قولـه سبحانه ?مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا?(1). توضيح الآية: تبنى رسول الله صلى الله عليه وآله زيداً قبل عصر الرسالة وكان العرب يُنزِّلون الأدعياء منزلة الأبناء في أحكام الزواج والميراث فأراد الله سبحانه أن ينسخ تلك السنة الجاهلية، فأمر رسوله أن يتزوج زينب زوجة زيد بعد مفارقته لها، فلما تزوجها رسول الله أوجد ذلك ضجة بين المنافقين والمتوغلين في النزعات الجاهلية والمنساقين وراءها، فردّ الله سبحانه مزاعمهم بقوله: ?مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ? من الذين لم يلدهم ومنهم زيد ?وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ? وهو لا يترك ما أمره الله به ?وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ? وآخرهم؛ خُتِمت به النبوةُ فلا نبيّ بعده ولا شريعة بعد شريعته، فنبوته أبدية وشريعته باقية إلى يوم الدين. الخاتم وما يراد منه: لقد قرئ لفظ الخاتم بوجهين: الأول: بفتح التاء وعليه قراءة عاصم، ويكون بمعنى الطابع الذي تختم به الرسائل والمواثيق، فكان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بالنسبة إلى باب النبوة كالطابع، ختم به باب النبوة وأُُوصِدَ وأُغْلِقَ فلا يفتح أبداً. ________________________________ 1ـ سورة الأحزاب: 40.