ـ(53)ـ النص الثاني: قولـه سبحانه: ?تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا?(1). والآية صريحة في أن الغاية من تنزيل القرآن على عبده النبي الأعظم صلى الله عليه وآله كون القرآن نذيراً للعالمين من بدء نزوله إلى يوم يبعثون، من غير فرق بين تفسيرها بالأنس والجن أو الناس أجمعهم، وان كان الثاني هو المتعين، فإن العالمين في الذكر الحكيم بهذا المعنى. قال سبحانه حاكياً عن لسان لوط: ?قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ _ وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ _ قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ?(2). فإنّ المراد من العالمين في كلامهم هو الناس، إذ لا معنى لأنّ ينهونه عن استضافة الجن والملائكة، ونظيره قولـه سبحانه حاكياً عن لسان لوط: ?أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ?(3). فالمراد من العالمين هو الناس. وبذلك يُعلم قوة ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام من أن العالمين عُني به الناس وجعل كلّ واحد عالماً، ولا يعدل عن ذلك الظاهر إلاّ بقرينة، وبما أنه لا قرينة على العدول من الظاهر، فيكون معنى قولـه: ?لِيكونَ للعالمينَ نَذيراً?، أي نذيراً للناس أجمعهم من يوم نزوله إلى يوم يبعثون. النص الثالث: قولـه سبحانه: ?إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ_ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ?(4). وجه الدلالة على الخاتمية، أن المراد من الذكر و القرآن بقرينة قولـه سبحانه: ________________________________ 1ـ سورة الفرقان: 1. 2ـ سورة الحجر: 68- 70. 3ـ سورة الشعراء: 165. 4ـ سورة فصلت: 41- 42.