ـ(390)ـ ونظام الحياة، وان ظنّ - وادّعى - بعض الناس أنّ فيها تعظيماً لشعائر الدين، ولعل أغلب من زَيَّنَ هذا للناس مخادعون لا يريدون سلامة التوحيد من لوثات الوثنية والشرك والجهل. والواجب على من علم شيئاً منها أنّ يبيّنه للناس بكلّ وسيلة يستطيعها، ولا يجوز أنّ يُنسب للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم إلاّ ما صحّ عنه. وهذا البيان من أعظم أمور الدعوة إلى الله سبحانه، وأشرف ما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا مع العلم بأن الشيخ الألباني وأنا في إشرافي وعملي في هذه الكتب الأربعة لم نعمل إلاّ في المعايير التي كان عليها أسلافنا رحمهم الله، وهي معايير علمية قطعاً، ولم يحتج الأمر منّا إلى موازين ومعايير جديدة اخترعها من لا يوثق بعلمه، أو يُطمأَنُّ لغرضه. طريقة الدراسة: وإن قام أيضاً إخواننا من أهل العلم الشيعة بدراسات حول الكتب الأربعة يكون حسناً وفي محلّ التقدير، ولا بُدَّ أنّ يكون ذلك مثل دراسات علماء الحديث من أهل السنّة بعيدة عن الانخراط في مسيرة المستشرقين وأتباعهم الذين لا فارق عندهم بين أُصول أهل السنّة والجماعة، وأُصول الشيعة، بل قصدهم القضاء على الجميع. وإنّني أُصرّح أمامكم بأنّ الأفضل لنا جميعاً أنّ يتولّى فريق من كل مذهب دراسة الأُصول التي يؤمن هو بها كليّاً أو جزئيّاً، ويقدّم تلك الدراسات إلى علماء مذهبه، أوّلا لتأخذ تلك الدراسات مستنداً يحميها من الاهتزاز والاضطراب، وهذا لا يكون إلاّ بعد مراجعة أهل العلم والمعرفة والوعي الراسخ، ممّن عركتهم التجارب. وبعد ذلك تؤلّف لجنة تضمّ علماء المذاهب الأُخرى لتعرض عليها تلك الدراسات