ـ(389 )ـ سنن الإمام ابن ماجه: وكتابه هو الرابع في ترتيب أكثر العلماء لكتب السنن، وإن كان بعضهم قدّم عليه "سنن الإمام الدارمي" الذي فيه (22) حديثاً ثلاثياً، وله ميزات واضحة. وقد بلغت أحاديثه في ترتيبي (4336)، وبلغ عدد الأحاديث التي ضعّفها الشيخ الألباني (947) ونسبتها (85 ر21 %). وقد اهتمّ بهذا الكتاب العلماء فقاموا بخدمته شرحاً وتحقيقاً وترجمة لرجاله خاصّة، الأمر الذي جعله مع باقي السنن مقبولاً معتمداً، وأصلاً من أُصول السنّة، والمتروك من أحاديثه قليل، مع أنّها ممّا نصّ العلماء على ضعفها أو تركها، أو العدول عنها إلى غيرها من الأحاديث الصحيحة، وفي كتابه خمسة وعشرون حديثاً ثلاثياً. وقد نُسب إلى ابن ماجه الكثير من الأحاديث التي فيها ما يخرج عن الجادّة؛ ولدى قيامنا بتحقيق الكتاب ومراجعة أُصوله المخطوطة تبيّن عدم صحّة ما كان يُشاع ويُنسب لابن ماجه، ومنها على سبيل المثال: "اسألوا الله بجاهي فإنّ جاهي عند الله عظيم"، وحديث: "أوّل ما خلق الله نور نبيّك يا جابر" وغيرهما. وقد نزّه ابنُ ماجه عنها كتابَه. إنّ عدد أحاديث السنن الأربعة بلغ (19673) وفيها - طبعاً - المكرّر الكثير، الذي ورد في جميعها، أو في بعضها، وقد بلغ عدد الضعاف فيها (3354) وهي نسبة تعادل (17 %) مع أنّ المخرج قد رفع عدداً كبيراً من أحاديثها إلى رتبة الصحّة أو التحسين، عندما اتّبع طريقة اعتبار المتن بطرقه المتعددة المختلفة في باقي السنن أو في الصحيحين، وهذا من فضل الله علينا بترك التقليد والاستمرار في التتبّع والنقد، وإلاّ لبقي الحكم على تلك الأحاديث بالضعف. وبهذه المناسبة أقول بأنّ الأحاديث الموضوعة لا تقوم بها حجّة في العقيدة والفقه