ـ(388)ـ سنن الإمام النسائي: يظهر لنا أنّ الإمام أحمد شعيب النسائي رحمه الله المتوفّى سنة (303 هـ) ألّف كتابه السنن على ثلاث دفعات. هي على النحو الآتي: 1 - السنن الكبرى، وقد طبع مؤخراً. 2 - المجتبى، النسخة المهذّبة المختصرة التي اختارها من سننه الكبرى، أوّل الأمر. 3 - المجتبى، أو النسخة المهذّبة، وهذا الثالث هو أحد كتب السنن الأربعة، وثالها في الترتيب حسب ما اصطلح عليه العلماء. والمجتبى رواه عن الإمام النسائي الإمام ابن السُنّي، وقولهم هذا لا يصحّ بوجه من الوجوه، وإن تابعهم عليه بعض الدخلاء على العلم والنشر. وهذا القسم المجتبى هو أقلُّ الأحاديث ضعفاً من السنن الأربعة، لقيام مؤلفة بالمراجعة والعرض على مشايخه، وقد بلغ عدد أحاديثه في طبعتنا (5743) وكانت الأحاديث الضعاف منها (447) فقط، ونسبته (75 ر 7 % ). ولو أنّ الشيخ الألباني تأنّى لقلّ هذا العدد الضعيف، حسب قواعد المصطلح الذي جرى عليه من قبل؛ كتب الله لنا وله الحفظ والسداد، وألهمنا وإياه الخير والرشاد. ويحقُّ لنا هنا أنّ نؤكد مكررين ما قاله أهل العلم منّا بأننا مع كلّ تطبيق صحيح صادق للمعايير العلمية بالنظر في كلّ حديث من أحاديث السنن الأربعة، بل وفي غيرها من كتب الحديث على أن نضع نصب أعيننا أنّ ما نصل إليه هو في غالبه تأكيد لدقّة علمائنا وحسن صنيعهم في تقديم أحسن ما عندهم وما وصلت إليه أيديهم من خدمة دين الله بحفظ حديث رسول الله الذي هو أحد الوَحيين العاصمين من الضلال.