ـ(381)ـ ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ?(1). ولذلك نجد في الصحيحين والسنن والمسانيد ما لا يحصى عدداً من الروايات عن آل البيت وشيعتهم متّبعين شروطاً تنطبق على جميع الرواة، ونرى في الكتب الستّة وغيرها من أُمّهات مصنّفات الحديث، عدداً لا بأس به من الآراء التي قد يظنّ من ليس لـه اطّلاع واسع بانفراد مذهب الشيعة بها - بعدما وجد التمايز بين المذهبين - مثل: "حيّ على خير العمل" في الأذان و"رفع اليدين عند كل رفع وخفض" و"أنّ القصر في الأسفار" و.... مؤلفات مصنّفات السنّة بعضهم نُسب إلى التشيع: بل إنّ أكبر المصنّفات عند أهل السنّة تنسب لمن قيل عنهم: إنّهم شيعة، مثل: الإمام عبدالرزاق الصنعاني صاحب كتاب "المصنف"، والحاكم النيسابوري صاحب كتاب "المستدرك على الصحيحين"، ومحمّد بن إسحاق صاحب كتاب "السيرة" تلميذ الإمامين: محمّد الباقر، وجعفر الصادق عليهما السلام. ولماذا نبعد ونفتّش في الأفراد وآحاد الرواة ونترك أصحاب السنن أنفسهم، فنرى أنّ منهم الإمام النسائي صاحب أكبر كتاب فيها موصوف بالتشيع، بل والعنف في المواقف، فيصل به الأمر أنّ يقال: إنّ موته كان قتلاً بين أشخاص من المذهب الآخر بحادثة مأساوية، وإن كانت الحادثة لم تصحّ عندنا، ولكن الدلائل على تشيّعه - بمعنى الانتصار لمواقف سيّدنا علي وتخطئة مخالفيه - معروفة عند علماء ذلك الزمن ومن جاء بعدهم، والنسبة للتشيّع أيامهم لم تكن قدحاً ولا ذمّاً. ونجد عند الترمذي مخالفة اصطلاح عند ذكر سيّدنا علي بن أبي طالب عليه السلام، إلى حتى لبعض التابعين من أتباعه، فضلاً عمّا في اختيار نصوص الروايات ما يلحق _______________________________________ 1 - سورة الحجر: 9.