ـ(360)ـ ونرى للإمام الباقر عليه السلام مثل هذه المرجعية في أخذ الحديث، ويمكن استفادة ذلك من الأحداث التي نقلها لنا التاريخ، ومنها ما ذكره أبو زهرة من أنّ أبا حنيفة قال للإمام الباقر عليه السلام اجلس مكانك كما يحقّ لك حتّى أجلس كما يحقّ لي، فإنّ لك حرمة كحرمة جدّك صلّى الله عليه وآله وسلّم في حياته على أصحابه...(1). المجموعة الرابعة: ما تم بعناية من الأُمّة: سعت الأُمّة الإسلامية بدورها في إبقاء السنّة ويمكن إبراز هذا السعي من خلال الموارد التالية: 1 - السعي للحفاظ على السنّة. 2 - عدم إخضاع السنّة للآراء. 3 - الحرص على الرجوع إلى السنّة. 4 - محاولة الحصول على الطرق الصحيحة للاستفادة من السنّة. وفيما يلي نستعرض تفاصيل هذه الموارد مع التعرّض لبعض الجوانب التي يمكن استدراكها منها والتي تمثّل جانباً من الضعف والتقصير. 1 - السعي للحفاظ على السنّة: يتمثّل سعي الأُمّة في هذا الميدان ضمن المحاولات التالية: الأولى: حفظ السنّة في الصدور ؛ برزت هذه المحاولة عند الأوائل ولاسيّما في زمن الصحابة(2)، حيث إنّ السنّة لم تكن قد أخذت طريقها للتدوين بعد. المحاولة الثانية: السفر لطلب الحديث ؛ لقد أصبح السفر لطلب الحديث ظاهرة ملموسة عند الأوائل، وكمثال على ذلك ما نقله البيهقي عن عطاء بن أبي رباح قال: خرج _______________________________________ 1 - الإمام الصادق لأبي زهرة: 23. 2 - توثيق السنّة في القرن الثاني الهجري: 28.