ـ(358)ـ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأمّا البدعة: فما خالفها...(1). قال الإمام علي عليه السلام: ما أُحدثت بدعة إلاّ تّرك بها سنّة(2). قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: أدنى الشرك أنّ يبتدع الرجل رأياً فيحبّ عليه ويبغض (3). وقد عبّر الإمام الصادق عليه السلام عن موقف أهل البيت تجاه الحركات المضادّة للسنّة بقوله: "إنّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين"(4). 2 - محاولة نشر السنّة: لم تكن السبيل معبدّة أمام أهل البيت عليهم السلام في نشر السنّة؛ إذ أنّ السلطات الحاكمة كانت تمنعهم من ذلك وتضيق الخناق عليهم، وقد اقتضى هذا الأمر أنّ يبذل أهل البيت نوعين من الجهود: جهود في نشر السنّة وإحيائها، وأخرى في تهيئة الأرضية المناسبة لذلك. ومن أبرز مصاديق الجهود التي بذلوها في تهيئة الأرضية لذلك هو تركيزهم الشديد على موقعهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتوارثهم لعلمه واحداً بعد آخر. ونذكر هنا حديثين فقط: 1 - قال الإمام الصادق عليه السلام: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي وحديث جدّي حديث الحسين وحديث الحسين حديث الحسن وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وحديث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قول الله عزوجل(5). _______________________________________ 1 - تحف العقول للبحراني 211. 2 - نهج البلاغة: الخطبة 145. 3 - ثواب الأعمال وعقابها 3: 587. 4 - راجع رسالة الوشنوي في حديث الثقلين التي أصدرتها دار التقريب بين المذاهب بمصر. 5 - أصول الكافي 1: 53.