ـ(357)ـ نتيجة لاختلاف نقل الرواة لألفاظ الروايات، بل كان التعدّد في الروايات في كثير من هذه الموارد ناشئاً من تكرار النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لبعض الجوانب من سنّته الشريفة، لاسيّما ونحن نرى اختلاف القيد في بعض الروايات المشتركة في معنى واحد، بحيث لا يمكن تفسيره باختلاف نقل الرواة، وكمثال على ذلك الحديث الوارد للحثّ على حفظ أربعين حديثاً من سنّة الرسول، فقد جعلت نتيجته في بعض الروايات الشفاعة(1)، وفي بعض آخر أنّ يحشر الحافظ لها فقيهاً أو عالماً (2)، وآخر دخول الجنة(3) أو أنّ يحشر الحافظ لها مع الشهداء (4). 2 - لم تكن عناية النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بتكرار بعض جوانب السنّة متمركزة على القول فحسب، بل كان صلّى الله عليه وآله وسلّم يستخدم أسلوب التكرار في غير السنّة القولية أيضاً بل كان أحياناً للتكرار في السنّة الفعلية دور أقوى. المجموعة الثالثة: ما تمّ بعناية من أهل البيت عليهم السلام. لقد كان لأهل البيت عليهم السلام دور كبير وجذري في إبقاء السنّة وإحيائها، وأعدّ النبيّ مقدّمات تصدّيهم لهذا الدور، وبيّن ذلك ضمن أحاديث كثيرة، من أبرزها حديث الثقلين الذي رواه الفريقان متواتراً ؛ ويمكن بيان بعض هذا الدور ضمن ما يلي: 1 - مواصلة موقف النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من الوضع والبدعة والتأويل الخاطئ ؛ لو ألقينا نظرة إلى كلمات أهل البيت عليهم السلام في هذا الميدان لوجدناها تتّسم بطابع التشدّد والتأكيد، على غرار ما نشاهده من فعل الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وإليك بعض النماذج: سأل رجل الإمام عليّاً عليه السلام عن السنّة والبدعة... فقال عليه السلام أمّا السنّة: فسنّة _______________________________________ 1 - كنز العمال 10: 224. 2 - عوالي اللآلي 1: 95، ح 1 3 - كنز العمال 10: 225. 4 - المصدر نفسه.