ـ(344)ـ وسائلها وتسهيلاتها، إلى غير ذلك ممّا يستجدّ في حقل العلم عامّة، والصناعة خاصّة، والزراعة المبرمجة، ممّا يجعل الأُمّة التي لا تواكب هذه التقدّمات الحضارية نسياً منسيّاً. النظام الدولي الجديد: كيف تواجهه ؟ إنّ النظام الدولي الجديد يحاول تطبيع وتطويع وتسريع الهيمنة الغربيّة الأميركية مع شريكتها وربيبتها إسرائيل على العالم الإسلامي، وجميع الأطراف الغربية الأميركية تحاول تقزيم العالم الإسلامي، وإخراجه من ساحة التأثير في المعترك الدولي العالمي، لذلك يتوجّب على الشباب المؤمن أن يكون وثيق الاتّصال بالقرآن والسنّة، أي: 1 - ارتباطه بعقيدته والسير على هداها، ليكون قادراً على الثبات على منزلقات الحياة، وهذا الارتباط يشبه ارتباط النبات بجذره، وهذا الارتباط يتحدّى ظلمات الشكّ وعقبات الطريق، ويحفظ لـه صلته بالأرض الطيبة (أرض الإيمان). 2 - ارتباطه بالمجتمع الإسلامي، ويمثّل هذا البعد الأُفقي ويقود هذا الترابط إلى كسب عقولٍ وقلوب جديدة. 3 - ارتباطه بالعصر، أي أن يتقن لغة (الكومبيوتر) وقيادة الطائرة واستعمال الآلات المعقّدة وفهم الرموز والاصطلاحات الهندسية، مع معرفة تطبيقات الكهرباء والالكترونيّات ودقائق نظام المعلوماتيّة، وأن يُحسن التكلّم باللغات الحيّة. وان يكون على معرفة جيّدة بعلم النفس وعلم الاجتماع، وأن يفهم السياسة العالمية ومنطق الأقوياء، أي أن يكون شاهداً على عصره: ?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ?(1). _______________________________________ 1 - سورة البقرة: 143.