ـ(345)ـ ?إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ?(1). الموجز: إنّ المجتمعات الإسلامية تمرّ بمراحل حرجة، كما أن الأُمّة الإسلامية جمعاء تطلّ على القرن الحادي والعشرين مهيضة الجناح، بسبب تفرّقها وعدم تمسّكها القرآن والسنّة، وعدم مواكبتها للعلم والفكر والتكنولوجيا. والإسلام الذي أخذ ينشط بعد ركود طويل ويمرّ بصحوة - هذا الركود الذي سبّبه جهل المسلمين، وغيابهم عن قافلة التقدّم والازدهار والعمل - كشفت أنّ لدى الإسلام طاقات مبدعة وإمكانات خلّاقة، وأنّهم (أي المسلمين) أهل لأن يكونوا أئمّة في الأرض وأن يكونوا من الوارثين. والقرآن والسنّة النبوية سيبقيان الدستور الخالد للأمّة الإسلامية. وفي المجال السياسي يلاحظ أنّ العالم الغربي بعد أن هزم الشيوعية اتّخذ الإسلام العدوّ الأكبر والأوحد، يحاول مقارعته وتحجيمه ودفعه خارج دائرة النور، ولكن هيهات: ?يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ?(2). وفي المجالات الاجتماعية طغت حضارة الغرب المادّية والاجتماعية، يضاف إلى ذلك أنّ وسائل الإعلام والاتّصال الحديثة من تلفزيون وأقمار صناعية وفيديو وسينما وصحافة اقتحمت دار الإسلام محاولةً تمييع الفكر الإسلامي، وهزّ الحصانة الإسلامية ولا يمكن مقاومة ذلك إلا بإيجاد البدائل الإسلامية الأصيلة، والتحصّن بالعلم الأصيل، _______________________________________ 1 - سورة ق: 37. 2 - سورة التوبة: 32.