ـ(342)ـ إلى جادّة الصواب. مصادر المعرفة: وأنّه يتأكد أنّ مصادر المعرفة إضافة إلى الوحي هي: العقل والنقل والتجربة الحسّية والوجدان والاجتهاد، فلا يقف عند العقل والتجربة كما صنعت عقلانيّة التنوير الغربي المادّية، ويجب أن يؤمن الشباب المؤمن المتعلم بعقلانيّة المؤاخاة بين الشريعة والحكمة - بتعبير ابن رشد - وكما ميّزها الغزالي بقوله: "يجب التحقّق من أنّه لا معاندة بين الشرع المنقول والحقّ المعقول، وأنّ من ظنّ بوجوب الجمود على التقليد واتّباع الظواهر، إنّما أتى ذلك من ضعف العقول وقلّة البصائر، وأنّ من تغلغل في تصرّف العقل حتّى صادم به قواطع الشرع ما أتى بذلك إلّا من خبث الضمائر". مضامين المصطلحات: وهناك قضيّة مهمّة تتعلق بمضامين المصطلحات، فعندما نتكلّم عن الحريّة نقصد بها نقيض العبوديّة، فلابدّ من تحديد حرّية من، في مواجهته لمن ؟ فالمؤمن يرى في ذلّ العبودية لله قمّة الحريّة، وهذه الحريّة هي عكس ما يراه المادّيون والوضعيّون. والمرأة المؤمنة لا ترى في حقوق الله في (العفّة) قيوداً تنتقص من حرّيتها، بينما غير المؤمنة ترى في العفّة قيوداً واستعباداً، فترفع شعار الحريّة الجنسية كما يتردّد في المجتمعات المعاصرة: "هذا جسدي وأنا حرّة فيه". وبينما يرى المؤمن في الشهوات والغرائز المحرّمة قيوداً على الحرّية واستعباداً لعقله وروحه: