ـ(337)ـ أسبابها: ولكن هذه الفجوة سوف تتّسع ولا تضيق مادمنا مستسلمين لأمور أربعة: 1 - تغييب العقل وتحكيم العاطفة؛ وقد قاد تغييب العقل إلى نقص المعرفة، وفساد منهج التفكير، والعجز عن حيازة لغة العصر وآلة التقدّم والبحث، كما قاد إلى انتشار الخرافة، وسيطرتها على عقل ووجدان كثير من المسلمين. 2 - قلّة الاحتفاء بحرّية الإنسان وتقييد حرّيته في أن يقول ما يعتقد ويعتقد ما ارتآه واطمأن إليه، وأن يُصان دمه وعرضه وماله على كل حال. 3 - إسقاط قيمة العمل والإنتاج؛ هناك كثير من المسلمين نسي أنّ العمل عبادة حقيقية كتبها الله على عباده، وهتف بها الوحي ?وَقل اعمَلُوا...?(1)، وأنّ للعمل أخلاقاً وآداباً تدعو إلى تكثيفه في حجمه وتجويده في نوعه، وممارسة أقصى درجات الإبداع والتجديد في أدائه. وحبذا لو وجّه المسلمون أبصارهم نحو شعوب كشعب اليابان وكوريا وهونغ كونغ، إذن لرأوا خلايا كخلايا النحل لها طنين لا ينقطع في الليل والنهار، ولرأوا ملايين البشر يتعبّدون بالعمل، كما يتعبّد بعضنا بالكسل والبطالة، ولآمنوا حينئذٍ بأنّ عدل الله هو الذي يقضي بين خلقة حين يرفع أقواماً ويخفض آخرين؛ لأنّه يرفع الذين يتعاملون مع سنّته ويعمّرون الأرض التي استخلفهم فيها، ويخفض الذين آتاهم آياته فانسلخوا منها وقعدوا وعجزوا وغرّتهم الأماني. 4 - فساد ذات البين؛ وهي التي أغرت أُمّةٍ مسلمة بمحاربة أمّةٍ مسلمة أخرى، تاركة الدولة الصهيونية آمنة مستقرّة تحيك الدسائس وتنتظر الفرصة المناسبة بالدول _______________________________________ 1 - سورة التوبة: 105.