ـ(338)ـ العربية المجاورة والأُمة الإسلامية على السواء. هذه الفتن يغذّيها تحريك المحرّكين وتحريض المحرّضين، وتقود لضعف المجموعة الإسلامية وتدهورها. وإنّ عناصر القوّة وأدوات النهضة قائمة بيننا موزّعة في أرجاء العالم الإسلامي، فيجب تجميعها وصيانتها من الانحراف والانعطاف، وتوجيهها إلى ما ينفع الناس؛ ورحم الله الإمام علي بن أبي طالب حين يقول: "رُبّ همّة أحيت أُمّة" ويقول الله تعالى: ?وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ?(1). والجهاد - كما بينه رسول الله - جهاد أصغر، وجهاد أكبر؛ والجهاد الأكبر: هو جهاد النفس في نطاق البيت والمجتمع والأُمّة، وفي جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية. ونحن نلمس هجوماً عالياً على المجتمعات الإسلامية في جميع أطراف الأرض، من البوسنة والهرسك إلى الشيشان إلى الأقلّيات المسلمة في أوروبا وأمريكا ضمن خطّة عالمية تهدف إلى تدجين الإسلام، وتحويله من دين عالمي ذوي إشعاع واسع وتأثير بالغ في العالم إلى دين طقوسٍ شكليّة ومظاهر مادّية ونوم عميق. لذلك يجب على المسلمين أفرادا ودولاً: 1 - إيجاد برامج عمل تتطلّب أرضيّة مشتركة من الاحترام الكامل لمختلف القيم الدينية والخلقية والثوابت الثقافية. 2 - الالتزام بالأحكام المستمدة من الشريعة الإسلامية، وبخاصّة في مجالات الأسرة والمرأة والطفل وكل المجالات الحيوية الأخرى. 3 - التركيز على أنّ الأسرة هي الوحدة الأساسية في المجتمع والعمل لتوثيق _______________________________________ 1 - سورة العنكبوت: 69.