ـ(334)ـ والثقافية والاقتصادية. وقد رسم لنا الله تعالى الطريق إلى ذلك بالآيات التالية: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ $ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ $ وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ $ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ $ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ $ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ?(1). أثرهما في المجال السياسي: ينصّ الحديث الشريف على ما يلي: "يوشك أن تتداعى عليكم الأُمم من كلّ أفق، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قلنا يا رسول الله: أمن قلّة بنا يومئذٍ ؟ قال: أنتم يومئذٍ كثير، ولكن تكونون غثاءً كغثاء السيل، تنتزع المهابة من قلوب عدوّكم، ويجعل في قلوبكم الوهن وكراهية الموت"(2). فالكثرة ليست غاية في ذاتها، وإنّما المسؤولية الحقيقية في إخلاص الأُمة، وتآزرها، ووعيها، وتكافلها الاجتماعي، وتعاون أفرادها على الصعود بالواقع إلى المأمول وشعورها بكرامتها؛ وتأمّل الإحساس بالكرامة في قوله تعالى ?وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا $ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ _______________________________________ 1 - سورة الأنفال: 24 - 29. 2 - مسند أحمد: 278.