ـ(333)ـ فهو صالح لكل زمان ومكان حتّى يوم الدين، ويحتوي القرآن على معانٍ خالدة ومتجدّدة ومعينهُ لا ينضب؛ قال تعالى: ?وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ?(1). ولاغرو فهو كتاب الله. ?الرَّحْمَنُ $ عَلَّمَ الْقُرْآنَ?(2). ?تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ?(3). وقد درس القرآن كثير من المستشرقين والعلماء الغربيين المتخصّصين، وقارنوه ببقيّة الكتب المقدّسة، فتبيّن لهم بالتمحيص أنّه الكتاب الموثوق والبعيد عن التحريف؛ قال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم: "القرآن غنىً لا فقر بعده ولا غنىً دونه". وقال صلّى الله عليه وآله وسلم أيضاً: "والله القرآن هو الدواء". "وألبس القرآن الحروف والأصوات، رحمة من الله وشفقة على خلقه، وإلاّ فما للتراب وربّ الأرباب"(4). والسنّة النبوية تأتي بعد القرآن، والرسول الأعظم كان خلُقه القرآن، والقرآن هو ميزان الحديث وعليه يُعرض، وكل حديث عارض القرآن فليضرب به عرض الحائط، كما علّمنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. والقرآن الكريم والسنّة النبوية هما النهج الذي يجب أن يترّسمه ويسير عليه أهل دار الإسلام، وطريق الخلاص الذي ينتهجه المؤمنون والصالحون والشهداء ?وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا?(5). ولهما انعكاسات على المجتمع الإسلامي في المجالات الاجتماعية والسياسية _______________________________________ 1 - سورة الأنعام : 38 . 2 - سورة الرحمن 1 - 2 . 3 - سورة يس : 5 . 4 - مفاتح الغيب، المقدمة لصدر الدين الشيرازي. 5 - سورة النساء : 69 .