ـ(332)ـ الطاقات المبدعة والإمكانات الخلاّقة التي تؤهله لأن يجعل المسلمين - إذا اخلصوا وضحّوا بأموالهم وأنفسهم- مؤهّلين لأن يكونوا أئمّةً في الأرض ومن الوارثين. وقد راع الغرب أنّ المسلمين في انجلترا وفي فرنسا أصبحوا يشكّلون الأقّلية الأولى بعد الأكثرية المسيحيّة، وأنَّ بعض المثقّفين البارزين في الغرب والذين لهم باع طويل في السياسة والاجتماع والأدب قد بهرهم الدين الإسلامي وما به من منطق وعقلانيّة، وسبق إلى كثير من المستجدات الاجتماعية والفكرية فاتّخذوه ديناً لهم، كما حدث للدكتور جارودي وأمثاله. فالغرب الذي ملأ الدنيا ضجيجاً بتبنّيه حقوق الإنسان واعتقد أنّه من المجلِّين اكتشف أنَّ الدين الإسلامي قد سبقه إلى ذلك بألفٍ وثلاثمائة سنة، حين قرَّر في القرآن المجيد حقوق الإنسان بالآية الكريمة: ?وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً?(1). وفي عهد الإمام علي بن أبي طالب للأشتر النخعي نقرأ "الناس صنفان: إمَّا أخ لك في الدين، وإمّا نظير لك في الخلق". وإنَّ غير المسلمين - الذمّيين - لهم كرامة في دار الإسلام، وحتّى كلمة الذمي تعني أنّه في ذمّة الله ورسوله فله الاحترام والكرامة. وإنَّ القرآن كان ولا يزال وسيبقى النور والمنهاج والدستور الخالد للأُمة الإسلامية، بل هو الثقل الأكبر مع أهل البيت الذين "ما إن تمسَّكتم بهما لن تضلوا من بعدي"(2). وقد حفظه الله تعالى: ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ?(3). _______________________________________ 1 - سورة الإسراء: 70. 2 - خطبة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم في بيعة الغدير. 3 - سورة الحجر: 9.