ـ(295)ـ الإسلامي في بريطانيا مهم رغم الاختلاف الكبير في الحجم. أقول: هذا التمتين أوّل انطلاقة للإسلام المحاصر داخل إيران نحو العالم الخارجي، وهو أشبه بتشكيل جيش أسامة لغزو الشام. إن صغر حجم الوليد الموجود في بريطانيا الآن - أعني البرلمان الإسلامي في بريطانيا - يجب ألاّ يحجب عن وعينا إمكانية أن ينمو في المستقبل إلى وليد أوربّي، ثمّ شابّ أوربّي فتي. إنّ تنمية مثل هذا الوليد الضعيف الآن واليافع غداً هي تجارة لن تبور أبداً، وهي ولادة لذريّة سياسية تصبح عصباً سياسيّاً في الغد، وإذا كان الحمل ثقيلا الآن على الجمهورية الإسلامية، فلابدّ من إعداد مَنْ يشاطرونها في حمل عبء الوحدة الإسلامية. وسواء أخذتم بهذا الرأي أو لم تأخذوا فإنّ الفكرة المركزية التي أُريد التركيز عليها والتذكير بها، هي أنّه لكي نحقّق الوحدة الإسلامية يجب أن نعود إلى الشعوب ذاتها، وهذا عن طريق خلق برلمان إسلامي شامل يمثل الشعب الإسلامي في كل الكرة الأرضية تمثيلاً ديموقراطياً حرّاً وصادقاً. حققوا لنا هذا البرلمان الشعبي الإسلامي بأيّ صورة كانت، ففي العصر الحديث لابدّ من الرجوع إلى الشعوب ولابدّ أن تحكم الشعوب نفسها، والإسلام هو أصل الديموقراطية بما نصّت عليه الشورى، ولا يختلف عن الديموقراطية الغربية، إلاّ أن الشريعة هي فوق كلٍّ من الحاكم والمحكوم، وباستثناء هذا القيد، فالإسلام يجعل الشعب فوق الحاكم، وهو ما تستهدفه الديموقراطية الغربية الآن. ثمّ إن ديموقراطية الإسلام أشمل من ديموقراطية الغرب؛ فهي ديموقراطية يومية وليست مقصورة على يوم الانتخاب، وهي ديموقراطية مباشرة من الحاكم والمحكوم بلا حجاب وبمساواة أمام القاضي، وبلقاء أُسبوعي في صلاة الجمعة، ولقاء سنوي في الحج، ولم يبق إلاّ أن نأخذ عن الغرب تمديد مدة الحاكم.